الاثنين، 6 أبريل 2009

الأمن و النانوتكنولوجي

Posted by أحمد يوسف أحمد علي بكر on 7:03:00 م in | No comments
الأمن والنانوتكنولوجي :
يقول سوتشان تشاى: أستاذ مساعد في الاقتصاد بجامعة رايس " كل ما يجلب المال تحت عنوان النانوتكنولوجي هو النانوتكنولوجي ".
هذه المقولة هامة لأنها تركز على ما أصبحت عليه القوة المحركة للتطور التكنولوجي السريع والتسويق السريع لمنتجات النانوتكنولوجي. وبما أن الحال كذلك فقد يتم التضحية بأمن النانوتكنولوجي فى هذه العملية المعقده.
النانوتكنولوجي هى "المستقبل المبهر القادم" ويزيد أنتشار هذه العبارة في دوائر الأعمال والدوائر العلمية حول العالم هذه الفكرة تسبب القلق حول الاعتبارات الأمنية والقضايا المحيطة بظهور وتطور النانوتكنولوجي وكذلك حول تاثيراتها على أشياء كثيرة مرتبطة بحياتنا اليومية.
إن الاعتبارات الأمنية لانجاز الأمور بالطريقة الصحيحة فى النانوتكنولوجى هي فى حجم علم النانوتكنولوجي . بالنظر إلى الحقيقة العلمية أن النانوتكنولوجي كعلم وتكنولوجيا ستكون حيوية ومؤثرة فى كل نواحي النشاط البشري تقريباً ففى الحقيقة تتجلى هذه الظاهرة فى المبادرة القومية للنانوتكنولوجي: الابحاث والتنمية المساندة للثورة الصناعية القادمة: ملحق بالميزانية الرئاسية للسنة المالية 2004 التى قد نشرها المجلس القومى للعلوم والتكنولوجيا .
وفي المبادرة تم تحديد تسع مناطق لها القدرة على تحقيق تأثيرات أقتصادية وحكومية وأجتماعية كبيرة وتم الإشارة إليها جميعاً على أنها "المناطق التسعة للتحديات الكبرى" وسبب الأهتمام بها هو أنها مناطق التمويل وأنها أيضاً تمثل النطاق الذى سيكون فيه للنانوتكنولوجي تأثيرات عميقة على المجالات الأقتصادية والأجتماعية والتكنولوجية وهى:
• المواد المصنعَة بالنانوتكنولوجي.
• التصنيع على مقياس النانوتكنولوجي.
• أنظمة الاستكشاف والدفاع الكيميائية والبيولوجية والاشعاعية والتفجيرية .
• آليات وأجهزة قياس النانو.
• إلكترونيات وضوئيات ومغناطيسيات النانوتكنولوجي.
• الرعاية الصحية والعلاج والتشخيص.
• الحفاظ على الطاقة وتخزينها بطرق فعالة.
• التصنيع الدقيق والإنسان الآلى.
• عمليات تحسين البيئة باستخدام مقياس النانو.
هناك إضافة كبيرة لهذه المجالات وهى الجهد الممول كلياً لدراسة الاعتبارات الأمنية للنانوتكنولوجي على النظام العالمى ويمكن تقسيم المخاوف الأمنية المتعلقة بالنانوتكنولوجي الى عدة مناطق تمثل نواح أخرى أكثر حسماً وأهمية.
الأمن القومي والدفاع:
قد تكون هذه المنطقة الأكثر وضوحاً والتى يجب تركيز المخاوف الأمنية عليها . فقد بدأت بالفعل الأبحاث الخاصة بتطبيقات النانوتكنولوجي فى مجال الأمن القومي والدفاع وبدأت فى إحراز تطورات سريعة في طريقة حربنا مع خصومنا وفي طريقة دفاعنا عن أنفسنا فمما لا شك فية أن نظم تسليح جديدة ونظم دعم الحروب قد بدأت تتطور بالفعل ويتم حالياً توفير التمويل اللازم لتطويرها وأستخدامها بأسرع مايمكن .
بينما تتم هذه الإجراءات الحكيمة وفقاً لمتطلبات دستورية للدفاع المشترك ويجب تطبيق سياسة ذات إجراءات غير عادية لضمان أن نظم أسلحة النانو أو المواد المساندة والأبحاث التى تجري دراستها حالياً في أمان تام حتى نمنع وقوعها في الأيدي الخاطئة .
ويجب تطبيق سياسة مماثلة لمنع إساءة أستخدام المعلومات والمواد الخاصة بالنانوتكنولوجي أو تطويرها أو تداولها مما قد يشكل تهديداً للأمن القومى.
إن البنية التحتية للحكومة الفيدرالية والتى يبنى عليها برنامج الأمن موجودة بالفعل وتطبق مثل هذا البرنامج ولذلك تكاليف التطبيق لا ينبغي أن تكون كبيرة للغاية.
توصيات على النطاق العالمي:
من الموضوعات الأكثر أهمية في أبحاث وتطوير وأستخدام أنظمة الدفاع المعتمدة على النانوتكنولوجي في الولايات المتحدة القيام بأبحاث مماثلة من جانب حلفاء أو خصوم أو أنتشارها بطريقة سيئة. من ناحية السياسة يجب على الولايات المتحدة أن تحاول إيجاد نموذجاً مثل "أتفاقية جينيف" لمعالجة القضايا التى تنشأ من تطبيقات النانوتكنولوجي على نظم الدفاع ولوضع قواعد عاملة لأمن هذه البرامج.
الصناعة:
ربما يكون برنامج الأمن الأكثر تحدياً في تطبيقه من حيث أبحاث وتطوير النانوتكنولوجي هو الصناعة. إن نطاق التحديات الأمنية فى الصناعة وفي العملية الأكاديمية التى تشملها قد تكون أهم من الدفاع والأمن القومى ففي برامج الدفاع والأمن القومى يتم تطبيق برامج أمان إجبارية بحكم القانون ولكن في الصناعة سيكون من الصعب تطبيق ومراقبة هذه البرامج والأمن في الصناعة أصعب من حيث التحديد والتنظيم بسبب التكنولوجيات "مزدوجة الإستخدام" وهى تكنولوجيات يمكن أن يكون الهدف من تصميمها أو تعديلها هو أستخدامها في أغراض سيئه.
منطقة أخرى للتهديدات الأمنية في الصناعة هي الناحيه الاقتصادية:
وفيها تحاول الشركات أو البلاد المتنافسة تجنيد الباحثين عديمى الضمير أو حثهم على كشف أو تصدير أسرار للشركات الصناعية من أجل المصلحة المادية. والمخاطر أو التهديدات هنا هي التجسس الصناعي وما ينتج عنه من نشر التكنولوجيات بدون رقابة من أجل الحصول على الأموال. والأكثر تهديداً هو مخاطر تداول المعلومات الحساسة الخاصة بالأبحاث والتطوير مما قد ينتج عنه تدمير خطير للبيئة .
الأمن البيئى:
تم كتابة الكثير عن أمن البيئة وعن مخاطر دخول منتجات النانوتكنولوجي والمنتجات النانوية إلى النظام البيئي والتسبب في تدمير البيئة بشكل لا يمكن إصلاحه. بالطبع هذه المخاطر موجودة وظهرت بعض الحلول القليلة تطرح توصيات بوقف أو إبطاء سرعة الأبحاث والتطوير في مجال النانوتكنولوجي لحين التوصل لحلول.
والحقيقة هي أن خطوة التطور في النانوتكنولوجي تسير بسرعة كبيرة جداً وإبطاؤها ليس ممكناً ولكن هناك مدخل لتقليل مخاطر النانوتكنولوجي على البيئة وهو يظهر حالياً: وهو التمويل المتسارع والمتزايد للمعهد القومى للمعايير والتكنولوجيا (NIST) لأبحاث المعايير التي يمكن فرضها على الأدوات والقياسات المستخدمة في أبحاث وتطوير النانوتكنولوجي والاستخدامات التي تتبع ذلك لمنتجات النانوتكنولوجي .
مؤخراً عقد المعهد القومي للمعايير والتكنولوجيا (NIST) ورشة عمل بين الوكالات المختلفة للمبادرة القومية للنانوتكنولوجي (NNI): آليات وقياسات النانوتكنولوجي بهدف جمع ممثلين للعلماء الأكاديميين والحكومات والصناعات بهدف تطوير أهداف مستقبلية طويلة الأمد للأبحاث وبخاصة في مجالات علوم النانوتكنولوجي . وقد قامت ورشة العمل بدراسة ومناقشة ضمن مناطق مرتبطة بهذه المعايير والقياسات :
• الآليات والقياسات الخاصة بتحديد الخواص باستخدام النانوتكنولوجي.
• الآليات والقياسات لميكنة النانوتكنولوجي.
• الآليات والقياسات للالكترونيات والضوئيات والمغناطيسيات بالنانوتكنولوجي.
• الآليات والقياسات للتخليق باستخدام النانوتكنولوجي.
• الآليات والقياسات للتصنيع باستخدام النانوتكنولوجي.
القضايا المتعلقة بعلوم الكمبيوتر.
بتجميع نتائج ورشة العمل والتوصيات الناتجة عنها يمكن للمعهد القومي للمعايير والتكنولوجيا و مجتمع أبحاث وتطوير النانوتكنولوجي وضع مجموعه من المعايير والقياسات المطورة والتي يمكن من خلالها التوصل إلى أبحاث وتطوير نانوتكنولوجي "صديق للبيئة" وتصنع أدوات بيئيه أفضل بأستخدام النانوتكنولوجي .
ونتائج هذه الجهود سيكون لها تأثيرات مفيدة على البيئة من زيادة دقة أبحاث وتطوير النانوتكنولوجي وتصنيع المنتجات المعتمدة على النانوتكنولوجي. وهذا يعنى تقليل المخلفات والتلوث الناجمين عن أساليب الإنتاج الغير تقليدية. وهناك إعتبار آخر بشأن إدارة المخاطر البيئية وهو تطبيق الصناعة لمعايير تطوير دورة حياة منتجات النانوتكنولوجي. وهنا يتم التركيز على هندسة الإحتمالات "ماذا - لو" في كل مرحله من مراحل عملية التطوير وتحت هذا المفهوم يتم إدخال معايير وقياسات المعهد الدولى للمعايير والتكنولوجيا (NIST) في مرحلة التصميم ويتم فرضها فى كل مراحل التطوير ويتم التركيز على السيناريوهات المحتملة. وعمل نماذج لاحتمالات المخاطر وإدارتها في كل مرحله من مراحل أبحاث وتطوير منتجات النانوتكنولوجي وعمليات المحاكاة وهناك منتجات معلوماتية لدعم هذا المفهوم .
الأمن المجتمعى:
لا يمكن إكمال مناقشة النانوتكنولوجي مالها وماعليها بدون معالجة تأثيراتها الاجتماعية العميقة على البشرية والتى ستنتج عن تطور ونضج هذا المجال. كل نواحي الخبرة البشرية تقريباً ستتأثر ربما تكون النواحي الأكثر تأثراً هي التعليم والعمالة.
فعلى الفور ستظهر الحاجة إلى علماء ومهندسين على درجات عالية من الكفاءة والعلم وستظهر منافسة في العالم كلة للحصول على أفضل المواهب . ستظهر أيضاً الحاجة إلى أخصائيين من ذوي المؤهلات العلمية ومن ضمنهم رجال الأعمال ذوي الخلفية النانوتكنولوجية ومهندسي البيئة والمحامين ومطوري السياسات العامة وعلماء الاجتماع وغيرهم الكثير . وأيضاً ستظهر حاجة كبيرة للفنيين الموهوبين وكذلك سيكون من الازم تغيير التعليم والتدريب فى مجتمع الكليات للتمشي مع المتطلبات الجديدة للموهوبين من أجل الدعم التقني.
وفى الخاتمه:
النانوتكنولوجي هو علم واعد يؤثر على كل جوانب الحياه تقريباً ويجب تدريسه في كل المدارس مثلة مثل أى مادة أخرى على الأقل على مستوى مبتدئ . فالأجيال الجديدة التى ستتعامل مع منتجات وخدمات النانوتكنولوجي يجب أن تتعلم كيف تكون من "المستهلكين المتعلمين" لمنتجات النانوتكنولوجي .
أكبر تحدي لأمن النانوتكنولوجي هو أمن العاملين:
في التعامل مع مواد يحتمل أن تكون سامة أو مميتة في عمليات الإنتاج وتدريب العاملين للانتقال إلى عصر النانوتكنولوجي والنجاح فيه وهذا يعنى تقديم التعليم والتدريب الضروريين ليصبح الفرد مواطناً عاملاً ومنتجاً في العصر الجديد "أمن العاملين" وبدون أتخاذ هذه الإجراءات التعليمية الآن سيكون أنتقال العمالة في المستقبل عشوائياً .
توصيات:
إن عصر النانوتكنولوجي يضع تحدياً كبيراً عاشراً " تطوير معايير أمان يمكن تطبيقها وأيضا أخلاقيات وعوامل إجتماعية " ويعتبر هذا التحدي الكبير لا يواجه المبادرة القومية للنانوتكنولوجي فقط بل يواجه المجتمع العالمي ككل وهذا التحدي يجعل من الحتمي التوصية بتطبيق أتفاقية عالمية للنانوتكنولوجي لمناقشة التحديات الخاصة بوضع معايير أمن للنانوتكنولوجي في حجم "الثورة الصناعية القادمة" و"المستقبل المبهر القادم". وهذه الاتفاقية سينتج عنها معاهدة مثل "أتفاقية جينيف" تلزم الدول الموقعة عليها بأستخدام آمن ومفيد للنانوتكنولوجي في
المستقبل.
المصدر: موقع nanovip .

0 التعليقات:

إرسال تعليق